حربً القطبينْ !!
عجباً .. فقد أتت المصيبةُ إثرَ تقاربٍ نشِطٍ
و الصُلحُ صوبَ غايتِهِ النبيلةِ سائرُ !!
و هوامشُ الجلساتٍ في
ارضٍ الوساطةٍ أظهرتْ
بِشْراً .. والودُ بينَ جهابذةِ الطرفينِ ظاهِرُ
والخَلقُ في القطبينِ أرخوا "صُحونَهمْ"
الكلُّ مسترِقٌ للسمعِ ساهِرُ
كي يستقي النبأَ العظيمَ مُبادراً
نبأٌ يهمي كهمي الطَلِّ ماطِرُ
أو كتِرياقٍ عظيمٍ مُجرَّبٍ
فالجرحُ .. جرحُ البترِ في النفسِ غائرُ
نبأ الوِفاقِ الذي رُمناهُ رتقاًً وبلسماَ
والسِلمُ من دونِه حيران خاسِرُ !
وفاقٌ بعد التشظِّي ..
لعل الغم ينجلي ..
وتمضي عهودُ الجدبِ ..
يأتينا زاهِرُ
و تصفو النفوسُ التي تكدَّرت زمناً
بفعلِ السائسينَ وفعلُ القومِ ماكِرُ
لنرعى حقوقَ الجارِ.. ينمو التكاملُ
فالخيرُ في القطبينِ مثلُ النهرِ وافــِرُ
ولكن هل أرضاً قطعنا .. أم نجا مثقالُ دابةٍ
فكيفَ إذاً يندبُ الحظَ .. يشكو المسافِرُ ؟!
.......................................
وا حسرتاه .. كشفَ النبأْ الأليمْ عن غزوةٍ
طالتْ شُجيرتَنا الظليلةَ غِيلةً .. فالحُكمُ قبلاً صادِرُ
سقطَ النبأْ على القُطبِ العتيدِ بقسوةٍ
كأنما ضربَ البسيطةَ نيزكٌ أو جسمٌ عابِرُ
لكنه إنداحَ في القطبِ الجديدِ كنسمةٍ ..
فاختالَ في الأجواءِ سِربٌ طائرُ
وفي ومضةٍ رأى الوضعُ الغريبُ تبدُّلا
سبحانك اللَّهمَ غلابٌ مُهينٌ وناصِرُ
لكنه ظلَّ كالكبريتِ مُشتعِلاً
وزاد منه تراشُقٌ باللفظِ رنَّـــانٌ ودائرُ
لعمري .. ليس البردُ في القطبينِ عندي بمُشتهَى
ولكنْ ليتهُ سادَ الحدودَ بطولِها .. فالجوُ حارٌ وقاهِرُ
............................... ........
نعم .. غزوُ الشُجيرةٍ والجوارِ خطيئةٌ
والحرقُ والتدميرُ بغْيٌ سافِرُ
لكنهُ التاريخُ والإرثُ العظيمُ شراكةً
وتلك الوشائجُ راسِخةْ .. مهما تجرأَ ناكِرُ !
والسلسبيلُ جرى قروناً
بيننا ..
على الضفافِ نمت حضاراتٌ وعهدٌ زاهِرُ
لكن السائسينَ جنوا على الجسدِ الجميلِ فمزَّقوا
أضحى كأسمالٍ به تأذَّى الناظِرُ ؟!
لذا آن للخيلِ في القطبينِ نبذُ تناحُرٍ
وركلُ الفُرقةْ والتأجيجِ ما عاشَ حافـــــــِـرُ
كيما يعودُ النهرُ يرفدُ غامِراً
ويظلُ حبلاً واصلاً مهما تآمَرَ غادِِِرُ
ويبقى القطيعُ يجولُ في القطبينِ حُـــراً
سالماً
من دونِ تذكرةٍ وفيزا .. وما تغوَّلَ جائرُ
وحدةُ القطبينِ هي نعمةُ منذُ الأزلْ
فكيفَ نكفُرُها.. أليسً فينا شاكِرُ ؟!