أيها (الشِبلُ)
ترجَّلْ: بقلم الشاعر عبد الرحمن هارون
في قِـــمَّةِ الكِنانةْ خِلنا
(الشِبلَ) حَيدراً
دوَّى الزئيرُ مُجلجِلاً فأستقطبَ
الأنظارْ
ثم انبرى بهِمَّةٍ يُسدي النَصائحَ
والعِبرْ
لأمة
مغبونةٍ عانت من النكباتِ والأخطارْ
لكنَّ حادث البُرجينِ احدَثَ
بالنتيجةِ نقلةً
من (الحوارِ) إلى لُبِّ الصِدامِ
مُجدَّداً و تطرُفِ الأفكارْْ
وقتها استحضروا التاريخَ في أبشعِ
صورةٍ
حربُ الصليبِ ببُعدِها الإثنيِ
والأوزارْ
ثم أبدعوا الحبكةَ الكُبرى للمجلسِ
الأعلى
فاظهروا صورا (للشاملِ السريِ)
بالأقمارْ!!
إذَّاك حرَّك القيصرُ العصريً جحفلَهُ
والبحرُ ناءَ بحِملِهِ .. سُفنٌ
تجِدُّ في الإبحارْ
ونسورُ الموتِ كالأشباحِ على ظهورها
ربضتْ
لعمري كم ستُسقِطُ من حِمَمٍ تنهالُ
كالأمطارْ؟!
فهل كان غزوًهُمو رداً لفعلٍ سافرٍ
وقِحٍ
كما أشاعوا .. أم لضربِ (الشاملِ
السري) وِفقَ رِوايةِ (الشُطَّارْ)؟!
أم يا تُرى هو (الفيءُ) ذاكَ السائلُ
الغالي
بعدما بانت ضخامتُهُ وتعالتِ
الأسعارْ؟!
.........................................
قال (الشبلُ) ناصِحاً:
أمُّ المدائنِ في القديمِ استباحها
التَتار
جاسوا الديارَ ونكَّلوا واحرقوا
الأسفارْ
أمُ المدائنِ حينذاكَ دُمِّرت
بعدما تنحى بابُِِنا عن عُصبةِ
الكِبارْ
فهل يكرِّر التاريخُ نفسَهُ مُجدَّداً
نراها تحترق يعُمُّها الدمارْ
إذا تغافلَ الجميعُ عن مَكْرٍ يُدَسُّ
جَهرَةً
لابتلاعِ الأرضِ والثرواتِ والآثارْ
إذا تهاونوا .. تفرَّقوا أيدي سبأ
تمترسوا خلفَ الوُعودِ .. ضيَّــعوا
الخِيارْ
خيار الوحدةْ .. وحدة المصيرِِ
والقرارْ
والتخطيطِ للمستقبلِ البعيدِ باقتدارْ
فلنسترجعَ التاريخَ .. نوحِّدَ
الصُفوفَ
فالعدى من حولِِنا تهيأوا للثأرْ
هتفت حينها مُهلِّلاً:
لا فُضَّ فوكَ أخلصتَ شِبلَنا فجاءَ
النُصحُ بَلسماُ
يشفي الجِراحَ جُملةً ويقاومُ
التيَّارْ
فمهما تسرمًدَ الظلامُ وتاهتِ الدروبْ
لابد في السماءِِ ومضةٌ تًصحِّحُ
المسارْ
فكنتَ ذلكَ الوميضَ سيـِّدي
كشفتَ الداءَ والدواءَ باختصار
..............................................
يا للأسى .. أمُ المدائنِ طالها الدمارُ
شامِلاً
وسالتِ الدماءُ انهُراً على يدِ
التتارْ
لكنَّ النسمةَ الفتيةْ بعدَ حينٍ
أقبلتْ .. فسارعَ الشِتاءُ بالرحيلِ
ليأتيَ الربيعُ باسماً موشَّحاً
بالزهرِ والنُــوَّارْ
ضوءُ الربيعِ كان باهِراً أضاءَ كافةَ
الأرجاءْ
قإرتدَّت مُدبِرةْ .. كتائبُ الظلامِ
والبَوارْ
مدَّ الربيعُ مُخلصاً طوقَ النجاةِ
(لشِبلِنا الزعيمْ)
بعدَ القهر كالَـهُ (الزعيمُ) و
زُمرةُ الشِرارْ
الطًوقُ يرتكزْ على تبني مبدأ
الإصلاحِ منهجاً
يؤسسْ للعدالة والشراكة والحِوارْ
لكنه استخفَّ بالعرضِ السخيِ جُملةً
(تمنَّعَ) الجِروُ العنيدُ ساخِراً
فبُـركاناَ أثارْ
وحينما النسيمُ هبَّ مُعلِناً بدايةَ
الربيعِ
وعمّتِ الأفراحُ كافةَ البقاعِِِ
بالجِوارْ
لم ينعم المغرورُ بروعةِ الفصلِ
البديعِ مُطلَقاً
ولم ينهل من الزُلالِ أو يذُق حُلوَ
الثِمارْ
بل راحَ كالمعتوهِ يُلقي بأقذرِ
القنابلْ
فاغتالَ آلافاً من الأزهارِ والصِغارْ
واشتطََّ الجروُ حين حوَّلَ النسيمَ
خردلاً
كي يُهلِكَ النسلَ الكريمَ كاملاً
ليلحَقَ بالعَــــمارْ ........................................................
أيها (الشبلُ) الهُلاميُ ترجَّلْ:
فكيفَ لا تسمع صرخاتِ العصافيرِ
الجريحةْ
و صيحاتِ الظبياتِ تيتمنَ وكابدنَ
الحصارْ؟!
ولا يحزُنكَ منظرُ الآلافِ فـــرُّوا
للبراري
بعد أن أوسعتهم قصفاً فأعدمتَ
الخِيارْ ؟!
ومَن شُرِّدوا في متاهاتِ المنافي
والملاذاتِ الكئيبةْ
ولا مَعادَ لهم يلوحُ إلى الدِيارْ
ألم تسمع انينَ الطيرِ تحتَ أطنانِ
الركامْ
وكيفَ لا تُرعبكَ أنهارُ الدمِ المسفوحِ ظُلماُ
وأجسادُ الضحايا أُلقِيتْ في البــرِ
من دونِ سِتارْ ؟!
وأشلاءُ مَن ذُبِحوا في كلِ مترٍ
تناثرتْ
والذبحُ لم يزل يترى فقد زادَ السعارْ
لو أن هولاكو رأى الفِعالَ لإنبهرْ
وعادَ تلميذاً صغيراً بروضةِ (الشِبل
الـمَنارْ) ................................................
أيها (الشبلُ) ترجَّلْ:
فما عُدتَ ذاكَ الليثَ أحببناهُ في شَرمِ الكِنانةْ
ولا السدَّ المقاوِمَ ضدَ طُوفانِ
التتارْ
بل صرتِ ذئباً غادراُ تهوى الدماء
وغنِمتَ العُمرَ في الكرسيِ زوراً
بالشِعارْ
أيها (الشبلُ) ترجَّلْ وإلا فالموجُ قادمْ
فها هو الإعصارُ يضربُ من خلفِ
البِحارْ