Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com

القسمتان لمن ؟! : بقلم الشاعر : عبد الرحمن هارون

القسمتان لمن ؟!  
بقلم الشاعر : عبد الرحمن هارون
عجِبتُ قديماً لأمرِ الغابةِ الكُبرى
وازدَدتُ في حاضِرِ الأيامِ من أمرِها عَجَبا
فقد راهنت زمناَ على سيفِها المسلولِ مُنفرِدا
و ألآنَ تسعى لتُخرِجَ من سَمِّ الخِيَاطِ كاملاً جَمَلا
فالسيفُ لم يبتُر خَطايا بقدرِ الرملِ أُرتـُكِبتْ
طالت عُــزَّلاً فذاقوا الذُلَّ والألما
بل عمَّقَ المسلولُ جرحاً عزَّ راتِقُهُ
فاستفحَلَ الجرحُ .. اضحى نازِفاً أَبــَدا؟
بدا كأنَّما الحِكمةُ الموروثةْ عِصمتُنا
ضلَّتْ في ليلةِ دهماءْ خاصمت قـَمَرا
بعدما طَفِقَتْ عبرَ القرونِ الكُثرِ ترفِدُنا  
شَهمَ الجِوارِ وسِلماً وزاهياً أَمَلا
تحوَّلَ الشهمُ جزَّاراً والسِلمُ تغريبةً بحُلمِنا عصَفَتْ
فماتتِ الآمالُ والرُؤى كمدا
اليومَ إجتمعتْ تحتَ (الظليلةِ) عُصبةٌ
بعدما شَبِعتْ ذبحاً وحرقاً وفاسِدا عملا
جاءوا وهَمُّ الغابةِِ الصُغرى (يؤرِّقُهم)
يحيلُ ليلَهم غمَّـاَ وجُلَّ نهارِهم نصبا !!
قالوا: كيفَ الوئامَ لأهلِ الغابةْ ننشدُهُ
والأمُ تشكو سنيناً طاغِياً وَجـَعا ؟!
لماذا القتلُ والنهبُ والتشريدُ مستَعِــرٌ  
وكيفَ المنافي أضحتْ للورى وطنا ؟!
كادت سُيولُ الدمعِ تَهمي  من مآقيهمْ
وهم يحكونَ في (حسرةٍ) قَصَصا !!
ولا غروَ فالتماسيحُ تُجيدُ الذَرفَ و الندمَ
كلَّما كثُرتْ فرائسُها وزادتْ بين أنيابـِها وَرَما
لعمري كيفَ الجوارِحُ تُمسي حمائما ..
والذئب يغدو بعد صولاتِهِ حَمَلا ؟!
فما السرُّ في ذاكَ التحوُّلِ يا تُرى
تحوُّلٌ أعجَزُ النُسَّاخَ  كافحوا أمَدا
...............................................
القسمتانِ هما الـمُحرِّكُ للصِراعِ حقيقةً
مهما خادعَ الذئبُ فوارى ظاهِراً سببا
إذاً دعْ عنكَ أنهارََ البٌكاءِِ تهزُّنا
فالوحشُ يسعى ليجني الجاهَ والذهبا
لذا هبَّ صوبَ الشرقِ مُنطلِقاًَ
لما (الظليلةُ) نادتْ فكانَ جوابُهُ (يا هَلا)
نُــزُلٌ مرفـَّهـةٌ .. طيرٌ وفاكهةٌ وأجواءُ لا تـُنسى
حُوريـَّةٌ هي .. بل جنـَّةُ اللهِ في الأرضِ أُسكِنت بشَرا
فكيف من  كانت الجرداءُ موطِنُهُ
ان يدرأ الشوقَ للجنَّاتِ والألقا ؟!
وقبلها كانت الدُرةُ السمراءُ مقصِِدَهم
غنِِموا كثيراً وكان حصادُنا أسَفا
نعم .. فِسمةُ الجاهِ في الغاباتِ طاغيةٌ
تُحوِّلُ الذئبَ رغمَ فِعالِهِ سيِّداً اسدا
فتصبحُ الأُسْدُ في الآكامِ قاطِبةً
تحت إمرتِهِ طَوعاً كان أَم رَهَبا
وفِسمةُ العسجدِ البـرَّاقِ فاتنةٌ
تُحوِّلُ الوحشَ طاؤوساً أمامَ الخََلقِ ما فسدَ
يبيعُ في الدينِ والدنيا ويشتري ذِمَماً
ومن جاء يخدِمهم يضحوا له خَدَما
حتى (الانابيب) في اسواقها يلج
يجني حراما ويبدو طاهراً بطلا
ليسوا سواءً .. فظبيــُنا الذهبيُ مُختلفٌ
فقد حازَ عِلماً ً وتنظيماً وفائقاً أدبا
لكنهم بالقسمتينِ اعاقوا جهدَهُ  عَمْداَ
فهل يصمدَ الظبيُ يُظهِرُ وافِراً جَلَدا؟
...........................................
القسمتانِ هُما المرامُ .. ولكن لمنْ هُما أصلاً ؟؟
سؤالٌ ألــهَبَ البالَ مِنِّي وخافِقي زمنا
هل للغابة الصغرى بأكملِها
كي تجْسُرَ الهُــوَّةَ العُظمى وتمضي للعُلا صَعَدا؟
بعد عشرٍ عجافٍ اكلنَ حصادَها ظُلماً
فما وسِعَتْ حِراكاً إلا للوراءْ خببا ؟!
ام هُما للذئبِ حصراً بعد سطوتِهِ
لتبقى الغابةُ الصُغرى نهْباً لمنْ غَلَبَ ؟!
وتبقى خلايا الموتِ تنموً وتنقسمْ
لتفرزَ أجيالاً من الذئبِ تنشٌدُ تافِهاً هدفا ؟!
ونظلُ أسرى للذئابِ تُخِيفُنا
فلا نطأ في دربِ العُلا قَدَما ؟!