المشهد الغائب
بقلم الشاعر عبد الرحمن هارون
المشهد الأوَّل
القِبلةُ الاولى تئنُ
من الأذى
وتكادُ من فرطِ
الفجيعةِ تنطِقُ
فالحفرُ ماضٍ ما
توقَّفَ لحظةً
فعلوه
في وضَحِ النهارِ وحتى قبلما الشمسُ تُشرِقُ
زعموا بأن هيكلَهم
تحتَ المقدَّسِ قابعٌِ
وقد جاء في
التراتيلِ ذِِكرٌ موثَّقُ !!
ارادوه
بعد الهدم مَبكىً كبيراً مُرفَّهاً
ليذرِفَ القومُ
انهارَ الدموعِ ويشهَقوا
وليذهبَ الاذانُ
والتكبيرُ من دونِِ رجعةٍ
فكيفَ يُنتهكُ
البكاءُ ويُخرََقُ ؟!
اساطيرُهم حبكت مكراً
عظيماً مُبيَّتاً
فالمكرُ
شِيمتُهم والفِعلُ أخرقُ
نعم .. لقد ضعُفتْ دعاماتُ
البِناءِ حقيقةً
فهل هو
الهدمُ لا قدَّرَ اللهُ مٌطْبـِقُ ؟!
المشهد الثاني
جمعٌ من الغُرِّ التُقاةِ إلى المسرى المقدَّسِ أقبلوا
في الجمعةِ الغراءِ
كالظمآنِ للغيثِ يعشقُ
لكنهم حُشِروا كما الأسرى
في طوابيرََ رثَّةٍ
والجُندُ كالطواويسِ
في الهوِّياتِ حَدَّقوا
فمنهم من طالهُ المنعُ والإبعادُ مُطلَقاُ
ومنهم
من بالمحبسِ المنسيِ أُلحِقوا
ولم ينفعَ الشيخَِ
الـكبيرَِ هُزالُهُ
داسوه مثل القشِّ بالأقدامِ
يُسحَقُ
و جروه جَرًّ الكبشِ
للذبحِ مُقبلٌ
تشيِّعُهُ الضحكاتُ والصرخاتُ
تُطلَقُ
وذاك الأمردُ المسكونُ بالمسرى الكريمِ ونورِهِ
يُضامُ
بطردٍ وان تلكأ يُصعَقُ
ما لذنبِ جنا غيرَ (خذلانِ)
عُمرِِهِ
تقاصَرَ
عن (سقفِ العُبورِ) فعلَّقوا ا
والجندُ ينهالونَ ضرباً بالعِصيِ على النِسا
وهل من يقتلَ النبيينَ
بالقواريرِ يرفقً ؟!
ومَن يعبُر أخيراًً
إلى المسرى يُسامُ سَفالةً
والجُندُ تُمطِِرُُهُ
الـمُسيلَ وترشُقُ !
المشهد الثالث
غزة الأبيّةُ تُستباحُ
سماؤها
السِربُ يغتال
الرموزَ ويحرِقُ
ويُحوِّلُ الحيَ الذي
َسكنَ السلامُ بيوتَهُ
قبراً كئيباً حولَهُ
البُومُ ينعِقُ
فكم ضمَّ من شيخٍ ومن
أمٍ رءومٍ وطفلِها
وكم عائلٍ
بعد المصيبة مُشفِقُ ؟
وأُستُهدِفَ المشفى
العتيقَُ بقسوةٍ
كأنما هو قلعةٌ أو
ثُكنةٌ أو خندقُ
فإذا الذي قد جاءَ يلتمسُ
الشِفاءََ مُحاذِراً
يخوضُ في بحرٍ من
القاني الغزيرِ ويغرَقُ
وا حسرتاه .. حتى المساجدُ
والمعاهدُ دُمِّرتْ
كأنما ضَربََ
المدينةََ نيزكٌ او فيلقُ
ثم الحِِصارَُ أتى على
الأبيةِ شاملاً
كلَّ المنافذِ
والمعابرِ أغلَقوا
لقد جعلوا الخِيارََ
أمامََ غزَّةَ قاسياًَ
إما السُقوطُ من
الذُرى أو تُدًكُّ وتُخنَقُ
لكنها استعصمت رغمََ السِهامِ
تنوشُها
من كل ناحية تُدمي النحيلَ وتخرقُ
وتتابعتِ تُهمٌ جِزافٌِ
بالتطرُّفِِ والأذى
فهناكَ مَن في الذمِّ
كيــَّالٌ ومُغدِِقُُ !
خرجت و جبينُها الوضاءُ
يسمو عالياً
فما ضاع
شبرٌ من تُرابٍ او ترجـَّلَ بيرقُ
المشهد الرابع
السورُ يخترقُ البلادَ تحديـَّاً
يغزو المزارعَ والقُرى
ويطوِّقُ
يفتِّتُها .. يحوِّلُها
الى بؤرٍ مُمزَّقةٍ
كي يسهل البلعُ .. فالوغدُ
في النهمِ مُغرَقُ
يمارس البلعَ رغمَ الإرثِ
والهيئاتُ تشجُبُهُ
وهل يجدي مع الوغدِ شجبٌ
ومنطِقُ ؟!
لقد اشبعوا التاريخََ
تزويراً مُكثفاً
اضحوا هم الأصلََ .. فألغى
الاصلَ مُلحَقُ ؟!
السورُ أعدمَ آمالَ
التعايشِ مُطلقا
اضحى جداراً عنصريا عبرهُ
الفَصلَ حقَّقوا
لقد أنزلَ اللهُ
أديانَ السماءِِ لحِكمةٍ
لكنهم ما وعوها ..
كانوا كما الدابةِ البلهاءِ تنهَقُ
المشاهد تترى
طردٌ وتهجيرٌ الى
اصقاعَِ مقفرةٍٍ
كيف المنافي في ثَرى الاوطانِ
تُخلَقُ ؟!
ضربٌ وتشريدٌ وتعذيبٌ
مُدمِّرٌ
سلبٌ ونهبٌٌ ونارٌ
بعد النهبِ تُطلقُ !
المستوطناتُ
نَمتْ كخلايا الموتِ وانتشرت
فمن ذا يكبحُ الداءَ العُضالَ
ويرتِقُ ؟
سجونُ البغيِ مكتظَّةٌ
بشبابٍ ثائرٍ بطلٍ
والوغدُ يزدري
الابطالَ دوماً ويُرهِِقُ
مشاهدُ الظلمِ تترى ومن
كلِّ شِبرٍ تشُدُّنا
ما شَذَّ سجنٌ وحقلٌ او
ناءَ مِِرفََقُ !
المشهد الغائب
مشهدٌ غابَ عنــَّا زماناًَ
بعدَ سطوتِهِ
فإستكثرَ الوغدُ صارَ
يبطُشْ جِهاراً ويفسُقُ
مشهدُ الجماهيرِ كالبراكينِ ثائرةً
أقوى الشعاراتِِِ في المسيراتِ تُطلِِقُ
متى ما المسرى الكريمُ
أضِيرَ بــِهِ
او مارسَ الوغدُ غدراً
وهو في الغدرِ مُغرَقُ
فماذا جرى حتى تبدَّلَ
حالــُنا
رغمَ المشاهد تترى ..
تُُدمي القلبََ تصعَقُ
فهل ما زالت القبلةُُ الأُولى قضيةَ عصرِنا
كلَّ الاجنداتِ تعلو وتسبــِقُ؟
ام صاحَبََ العصرَ
تغييبٌ ممنهَجٌ
و الداخلُ المنسيُ بالأزماتِ
مُرهَقُ?
......................................................
المسيراتُ
حقٌ لمسرانا المقدَّسِ والسليبةِ موجِبٌ
بل فرضُ عينٍ حينما الفِعلُ
المشينُ يُوثَّقً
نعم .. هي اضعفُ
الايمانِ مبلغُ جهدِنا !!
لكنَّ
هتافَنا للظالمينَ مٌشتــِّتُ ومُفزِّقُ
ومحذرٌ للجاثمينََ
على العُروشِ تسلُّطاً
بأنْ لا خِيارََ سوى الصمود
نُحقِّقُ
مليارٌ ونــَيـِّفٌ لإنْ
جادت حناجِرُهم
لزلزلوا الارضَ من
تحتِ أقدامِ الطُغاةِ وشقَّقوا
فالوغدُ ينشُدُ نسفَ
وجودِنا بفِعالِهِ
والنصرَ ُفي أُمِّ
الكتابِ مؤكدٌ .. اليسَ مِنـَّــا مُصدِّقُ ؟!